وصلاح النية والعمل، وولاة الأمور عليهم واجب عظيم، وهم مسئولون أكثر، وعلى كل مسلم، وعلى طالب العلم، وعلى العلماء، وعلى القضاة، كل عليه نصيبه في إنكار المنكر والدعوة إلى الخير، ولو أن الناس تعاونوا وتكاتفوا وتواصوا بالحق لقل الشر وكثر الخير، فالأسواق فيها من يضيع الصلاة ويجلس والناس يصلون، والصلاة تقام وهو حول المسجد جالس، فهذا ينبه ويذكر بالله ويتكلم عليه كل واحد، ما هو بواحد فقط، كل واحد يمر عليه يستنكر هذا، ألا تتقي الله ألا تخاف الله، الناس يصلون وأنت جالس، حتى ولو كان مسافرا ليس له أن يجلس أمام الناس بل عليه أن يقوم ليصلي مع الناس ولو نافلة، لا يجلس أمام الناس ويتظاهر بعمل الكفار، «فالنبي - صلى الله عليه وسلم - مر على رجل والصلاة تقام ولم يقم فقال: ألست برجل مسلم (١) » وأمره أن يصلي مع الناس ولو كان قد صلى، «وفي صلاة الفجر في منى في حجة الوداع قال له بعض الناس: يا رسول الله، إن هنا رجلين ما صليا معنا فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما، فقال لهما: ما منعكما أن تصليا معنا؟ قالا: يا رسول الله، قد صلينا في رحالنا. قال: لا
(١) رواه الإمام أحمد في (أول مسند المدنيين) حديث محجن الديلي برقم (١٥٩٦٠) ، والنسائي في (الإمامة) باب إعادة الصلاة مع الجماعة برقم (٨٥٧) .