للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام -: أنه كان يحرض الناس دائما على القيام بأمر الله، ويحذرهم من ركوب محارمه، ويأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويذكر لهم عاقبة من نفذ أمر الله، وعاقبة من تساهل بأمره جل وعلا، ليتعظوا وليتذكروا، ويبتعدوا عن محارم الله، ويحذروا عواقبها الوخيمة، التي وعد بها من عصى ربه، وركب محارمه سبحانه وتعالى، ومن ذلك ما ثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه (١) » ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - «إن الله يقول لكم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم، وقبل أن تسألوني فلا أعطيكم وقبل أن تستنصروني فلا أنصركم (٢) » ومن ذلك ما جاء في الحديث أيضا الذي رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فواكلوهم وشاربوهم وجالسوهم، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم، (٥) » وقال ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلا، والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه - أو على يد الظالم - ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقسرنه على الحق قسرا؛ أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم (٦) » رواه أبو داود والترمذي.

وهذا وعيد شديد يدل على أن من فعل مثلما فعل أولئك، من


(١) سنن الترمذي الفتن (٢١٦٨) ، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٠٥) .
(٢) سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٠٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٥٩) .
(٣) سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٤٧) ، سنن أبو داود الملاحم (٤٣٣٦) ، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٠٦) .
(٤) سورة المائدة الآية ٧٨ (٣) {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}
(٥) سورة المائدة الآية ٧٩ (٤) {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
(٦) سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٤٧) ، سنن أبو داود الملاحم (٤٣٣٦) ، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>