والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يتوعد بهذا العقاب الشديد إلا على أمر لا يجوز التساهل به أو التفريط فيه.
فحافظوا أيها الحجاج بارك الله فيكم على صلاة الجماعة ما استطعتم، وخاصة في الحرمين الشريفين، فإن الصلاة فيهما تضاعف أضعافا كثيرة عن غيرهما في سائر المساجد، فعن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا (١) » أخرجه أحمد - رحمه الله -.
وهذا خير من ضياع الوقت وبذل الجهد في زيارة أماكن هنا وهناك بقصد تحصيل الأجر والثواب - لم تشرع زيارتها ولم يفعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا صحابته الكرام - رضي الله عنهم - أجمعين، ولو كان ذلك خيرا لسبقونا إليه، وقد مر بنا «قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يقول عند تقبيله الحجر الأسود: لولا أني رأيت رسول الله - صلى
(١) رواه ابن ماجه في (إقامة الصلاة والسنة فيها) باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام برقم (١٤٠٦) .