للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمشروع لك يا أخي أن تحج عنهما جميعا وأن تعتمر عنهما جميعا، أما التقديم فلك أن تقدم من شئت، إن شئت قدمت الأم، وإن شئت قدمت الأب، والأفضل هو تقديم الأم؛ لأن حقها أكبر وأعظم ولو كانت متأخرة الموت وتقديمها أولى وأفضل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - «سئل فقيل له: يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أباك (١) » ، فذكره في الرابعة. وفي لفظ آخر «سئل - عليه الصلاة - والسلام قيل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك (٢) » فدل ذلك على أن حقها أكبر وأعظم، فالأفضل البداءة بها ثم تحج بعد ذلك عن أبيك وأنت مأجور في ذلك، ولو بدأت بالأب فلا حرج.


(١) رواه الإمام أحمد في (مسند البصريين) حديث معاوية بن حيدة برقم (١٩٥٤٤) ، وابن ماجه في (الأدب) باب بر الوالدين برقم (٣٦٥٨) .
(٢) رواه البخاري في (الأدب) باب من أحق الناس بحسن الصحبة برقم (٥٩٧١) ، ومسلم في (البر والصلة والآداب) باب بر الوالدين برقم (٢٥٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>