للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيان توحيد المرسلين وما يضاده من دين الكفار والمشركين (١)

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع النبيين والمرسلين، وآل كل وسائر الصالحين. . أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى بعث رسله الكرام معرفين به، ودعاة إلى توحيده وإخلاص العبادة له، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (٢)

فأبان الله سبحانه في هذه الآية الكريمة، أنه بعث في كل أمة من الناس رسولا يدعوهم إلى أن يعبدوا الله وحده، ويجتنبوا عبادة الطاغوت.

والعبادة هي التوحيد، لأن الخصومة بين الرسل وأممهم في ذلك؛ لأن المشركين يعبدون الله سبحانه ويعبدون معه غيره، فبعث الله الرسل تأمرهم بعبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} (٣) {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} (٤) الآية.

أخبر سبحانه عن خليله إبراهيم أنه تبرأ من معبودات قومه، إلا الله وحده، وهو معنى قوله: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} (٥) فدل ذلك على أنهم يعبدون الله، ويعبدون غيره، فلهذا تبرأ من معبوداتهم كلها سوى الذي فطره، وهو الله وحده، فإنه سبحانه هو المستحق للعبادة لكونه خالق الجميع ورازقهم.


(١) كلمة كتبها سماحته في حدود عام ١٣٨٦ هـ عندما كان نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
(٢) سورة النحل الآية ٣٦
(٣) سورة الزخرف الآية ٢٦
(٤) سورة الزخرف الآية ٢٧
(٥) سورة الزخرف الآية ٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>