للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العذرات فِي الحشوش ويتبعون مَا فِي الكناسة والطرق وَكَانُوا قد باتوا أول اللَّيْل عل فراشهم عِنْد نِسَائِهِم فِي دِيَارهمْ بِأَحْسَن صُورَة وأوسع رزق فَأصْبح النَّاس يفرون إِلَى عِيسَى فَزعًا وخوفاً من عُقُوبَة الله تَعَالَى وعيس يبكي عَلَيْهِم ويبكون مَعَه عَلَيْهِم وَجَاءَت الْخَنَازِير بَين يَدَيْهِ تسع إِلَيْهِ حَتَّى أبصرته ينظرُونَ إِلَيْهِ ويشمون رَائِحَته ويسجدون لَهُ وأعينهم تسيل دموعاً لَا يَسْتَطِيعُونَ الْكَلَام ثمَّ قَامَ عِيسَى يناديهم بِأَسْمَائِهِمْ فَيَقُول يَا فلَان فَيَقُول بِرَأْسِهِ نعم يَا فلَان ابْن فلَان قد كنت خوفتكم عَذَاب الله وعقوبته وَكَأَنِّي قد كنت انْظُر إِلَيْكُم ممثلاً بكم فِي غير صوركُمْ قَالَ الله تعال لمُحَمد صل الله عَلَيْهِ وَسلم (ويستعجلونك بِالسَّيِّئَةِ قبل الْحَسَنَة وَقد خلت من قبلهم المثلات) وَقَالَ الله تعال (لعن الَّذين كفرُوا من بني إِسْرَائِيل عل لِسَان دَاوُد وَعِيسَى بن مَرْيَم ذَلِك بِمَا عصوا وَكَانُوا يعتدون) فَسَأَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ربه أَن يميتهم فأماتهم بعد ثَلَاثَة أَيَّام فَمَا وارى أحد من النَّاس مِنْهُم جيفة فِي الأَرْض ونسأل الله تعال الْعَافِيَة فِي ذَلِك وَالله أعلم (ذكر صعُود سيدنَا عِيسَى إِلَى السَّمَاء) وَلما أعلم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْمَسِيح إِنَّه خَارج من الدُّنْيَا جزع من ذَلِك فَدَعَا الحواريين ووضعهم طَعَاما وَقَالَ أحضروني اللَّيْلَة فَإِن لي إِلَيْكُم حَاجَة فَلَمَّا اجْتَمعُوا بِاللَّيْلِ عشاهم وَقَامَ يخدمهم فَلَمَّا فرغ من الطَّعَام أَخذ يغسل أَيْديهم ويمسحها بثيابه فتعاظموا ذَلِك فَقَالَ من رد عَليّ شَيْئا مِمَّا اصْنَع فَلَيْسَ مني فَتَرَكُوهُ فَلَمَّا فرغ قَالَ لَهُم إِنَّمَا فعلت هَذَا ليَكُون لكم اسوة بِي فِي خدمَة بَعْضكُم بَعْضًا وَأما حَاجَتي إِلَيْكُم فَإِن تجتهدوا فِي الدُّعَاء إِلَى الله تعال إِن يُؤَخر أَجلي فَلَمَّا أَرَادوا ذَلِك ألقِي الله عَلَيْهِم النّوم حَتَّى لم يستطيعوا الدُّعَاء وَجعل الْمَسِيح

<<  <  ج: ص:  >  >>