للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما أراد أبو بكر أن يقلد عمر الخلافة قال له عمر اعفني يا خليفة رسول الله فإني غني عنها قال بل هي فقيرة إليك قال ليس لي بها حاجة قال هي محتاجة إليك فقلده الخلافة على كره منه ثم أوصاه بما أوصاه.

فلما خرج رفع أبو بكر يديه وقال اللهم إني لم أرد بذلك إلا إصلاحهم وخفت عليهم الفتنة فوليت عليهم خيارهم وقد حضرني من أمرك ما حضرني فاخلفني فيهم عبادك ونواصيهم في يدك وأصلح لهم ولاتهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نبي الرحمة وأصلح له رعيته.

ثم توفي أبو بكر الصديق ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان ليال بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاثة عشر من الهجرة الشريفة وله ثلاث وستون سنة ودفن عند رسول الله وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليالي.

وبويع عمر بن الخطاب (رض) بالخلافة في اليوم الذي مات فيه أبو بكر (رض) وهو أول من سمي بأمير المؤمنين وأما نسبه فهو أبو حفص عمر بن الخطاب ابن نفيل بن عبد العز بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رواح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب وفي كعب نسبه مع نسب رسول الله القرشي العدوي.

وأول خطبة خطبها قال يا أيها الناس والله ما فيكم أحد أقوى من الضعيف عندي حتى خذ الحق له ولا أضعف عندي من القوي حتى خذ الحق منه.

ثم أول شيء أمر به أن عزل خالد بن الوليد عن الإمرة وولى أبا عبيدة ابن الجراح على الجيش والشام وأرسل بذلك إليهما فإنهما كانا قبل وفاة أبي بكر في وقعة اليرموك وفرغا منها وقصدا دمشق.

فلما ورد عليهما كتاب عمر بن الخطاب سار أبو عبيدة ونزل دمشق الشام من جهة باب الجابية ونزل خالد بن الوليد من جهة الباب الشرقي