للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسرع الدواب في نقل الحطب لنار إبراهيم فدعا عليها إبراهيم فقطع الله نسلها وقال بعض العلماء لو لم يقل الله سبحانه «وسلاماً» لأهلكه بردها انه لم يبق في ذلك الوقت نار تشتعل بمشارق الأرض ولا بمغاربها إلا خمدت إنها المعنية بالخطاب.

وكان إبراهيم حين وضع في المنجنيق ورمي به جردت عنه ثيابه ولم يترك روى السراويل فقصد بعض السفهاء أن ينزع السراويل عنه فشلت يداه وكان بقيود فتلقاه جبريل ولم يضره ألم الهوى فلما استقر علي الأرض إذ ذاك جمر احمر تتلهب وتتوقد فلم يؤثر فيه شي من حرارتها وظهر للناظرين الأرض التي سقط عليها مخضرة مونقة وجليسه جليس صالح حسن الوجه كأحسن ما رآه راء ثم ألبسه قميصاً من ثياب الجنة وفك قيده وآنسه جليسه ربك يقرئك السلام ويقول لك أما علمت إن النار لا تضر أحبابي؟ لخليل حسبي الله ونعم الوكيل.

وكان أول من جرد ثيابه في سبيل الله تعالى فلذلك كساه الله المحل قميصاً من الجنة وادخر له كسوة يكتسي بها أول الخلق يوم القيامة لك وهو بمشهد من الخلق ينظرون إليه فلما رآه قومه وقد أكرمه الله بما به آمن بالله جمع كثير في السر خوفاً من نمروذ.

وخرج إبراهيم من مكانه وهو يمشي وفارقه جبريل فأقبل نحو فأرسل إليه نمروذ يسأله عن كسوته وعن رفيقه فقال له انه ملك أرسله في وقص عليه قصته فقال له نمروذ إن إلهك الذي تعبده لا له عظيم مقرب قربانا إليه وذلك لما رأيت من عزته وقدرته فيما صنع بك حين أبيت عبادته فقرب أربعة آلاف بقرة ثم احترم إبراهيم بعد ذلك وكف عنه.

وقد عذب الله النمروذ بإرسال البعوض عليه وعلى حاشيته وجيوشه فأكلت ولم وشربت دماءهم وتركتهم عظاماً ودخلت واحدة منها في منخر الملك نمروذ