ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا خليق إذا ما لم يجد شرب غيره وخاف المنايا أن يذل ويشربا إذا لم يقدر للفتى ما أراده أراد الذي يقضى له شاء أم أبى حدثني الأزهري قال: أنشدنا محمد بن جعفر الهاشمي قال: أنشدنا عبيد الله بن أحمد الأنباري قال: أنشدني محمد بن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري أن في الصبر راحة ولكن إنفاقي على الصبر من عمري فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النيسابوري، قال: حدثنا أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي قال: حدثني أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري البصري من حفظه، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي البغدادي الكاتب بالرملة، قال: حدثنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي ببغداد قال: كنت أساير أبا بكر محمد بن داود بن علي ببغداد، فإذا جارية تغني بشيء من شعره، وهو [من البسيط]:
أشكو غليل فؤاد أنت متلفه شكوى عليل إلى إلف يعلله سقمي تزيد مع الأيام كثرته وأنت في عظم ما ألقى تقلله الله حرم قتلي في الهوى سفها وأنت يا قاتلي ظلما تحلله فقال محمد بن داود: آه، كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر: هيهات سارت به الركبان.