تغير الزمان، وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان، وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستظهر، وغالب يستنصر.
قال الحسين: وبلغنا أن محمد بن جامع دخل الحمام، وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطاه وركب إلى محمد بن داود، فلما رآه مغطى الوجه خاف أن يكون لحقته آفة، فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته، وأحببت أن لا يراه أحد قبلك! فغشي على محمد بن داود.
قال الليثي: وحدثني محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قال: كان محمد بن جامع ينفق على محمد بن داود، وما عرف فيما مضى من الزمان معشوق ينفق على عاشق إلا هو.
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن البختري القاضي الداودي، قال: حدثني أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس الداودي قال: كان أبو بكر محمد بن داود وأبو العباس بن سريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر - يعني: محمد بن يوسف - لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن مما يجري بينهما، وكان ابن سريج كثيرا ما يتقدم أبا بكر في الحضور إلى المجلس، فتقدمه في الحضور أبو بكر يوما، فسأله حدث من الشافعيين عن العود الموجب للكفارة في الظهار، ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانيا، وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل، فشرع فيه، ودخل ابن سريج فاستشرحهم ما جرى، فشرحوه، فقال ابن سريج لابن داود: أولا يا أبا بكر أعزك الله، هذا قول من من المسلمين تقدمكم فيه؟ فاستشاط أبو بكر من ذلك، وقال: أتقدر أن من