بلبل. وممن أدركنا من سراة الأنباريين: أبو أحمد القاسم بن سعيد، وكان كاتبا أديبا.
أخبرنا ابن مخلد وابن التوزي؛ قالا: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا السكوني قال: قال محمد بن خلف: طاق الحراني إبراهيم بن ذكوان، ثم السوق العتيقة إلى باب الشعير.
قلت: وفي السوق العتيقة مسجد تغشاه الشيعة وتزوره وتعظمه وتزعم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى في ذلك الموضع، ولم أر أحدا من أهل العلم يثبت أن عليا دخل بغداد ولا روي لنا في ذلك شيء غير ما أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ وذكر بغداد، فقال: يقال: إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب اجتاز بها إلى النهروان راجعا منه وأنه صلى في مواضع منها، فإن صح ذلك فقد دخلها من كان معه من الصحابة.
قلت: والمحفوظ أن عليا سلك طريق المدائن في ذهابه إلى النهروان، وفي رجوعه، والله أعلم.
حدثني أبو الفضل عيسى بن أحمد بن عثمان الهمداني، قال: سمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: كنت يوما عند أبي بكر ابن الجعابي فجاءه قوم من الشيعة فسلموا عليه ودفعوا إليه صرة فيها دراهم، ثم قالوا له: أيها القاضي إنك قد جمعت أسماء محدثي بغداد وذكرت من قدم إليها، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب قد وردها، فنسألك أن تذكره في كتابك. فقال: نعم، يا غلام هات الكتاب فجيء به فكتب فيه: وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يقال: إنه قدمها. قال ابن رزقويه: فلما انصرف القوم قلت له: أيها القاضي هذا الذي ألحقته في الكتاب من ذكره؟ فقال: هؤلاء الذين رأيتهم، أو كما قال.