أمشي في طريق مكة، إذ سمعت رجلا مغربيا على بغل، وبين يديه مناد ينادي: من أصاب هميانا له ألف دينار، قال: وإذا إنسان أعرج عليه أطمار رثة خلقان، يقول للمغربي: أيش علامة الهميان؟ فقال: كذا وكذا، وفيه بضائع لقوم، وأنا أعطي من مالي ألف دينار، فقال الفقير: من يقرأ الكتابة؟ قال ابن عسكر: فقلت: أنا أقرأ، قال: اعدلوا بنا ناحية من الطريق، فعدلنا فأخرج الهميان فجعل المغربي يقول: حبتين لفلانة ابنة فلان بخمسمائة دينار، وحبة لفلان بمائة دينار، وجعل يعد، فإذا هو كما قال، فحل المغربي هميانه، وقال: خذ ألف دينار الذي وعدت على وجادة الهميان، فقال الأعرج: لو كان قيمة الهميان الذي أعطيتك عندي بعرتين ما كنت تراه! فكيف آخذ منك ألف دينار على ما هذا قيمته؟ وقام ومضى، ولم يأخذ منه شيئا.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أخبرنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عن أبيه، ثم حدثني محمد بن علي الصوري، قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال: ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، وكتب لي بخطه قال: سمعت أبي يقول: محمد بن سهل بن عسكر بخاري ثقة.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن حامد الرخجي قال: حدثني جدي، يعني محمد بن الحسين القنبيطي، قال: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري سنة إحدى وخمسين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات محمد بن سهل بن عسكر البخاري في شعبان سنة إحدى وخمسين.