جميعا: أبو عبد الله محمد بن سماعة، وهو من الحفاظ الثقات، كتب النوادر عن أبي يوسف ومحمد جميعا، وروى الكتب والأمالي، وولي القضاء ببغداد لأمير المؤمنين المأمون، فلم يزل ناظرا إلى أن ضعف بصره في أيام المعتصم فاستعفى. قال يحيى بن معين: لو كان أصحاب الحديث يصدقون في الحديث كما يصدق محمد بن سماعة في الرأي، لكانوا فيه على نهاية. هذا كله عن الصيمري.
قلت: ولي ابن سماعة قضاء مدينة المنصور في سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد موت يوسف بن أبي يوسف، فلم يزل على القضاء إلى أن ضعف بصره على ما ذكر لي الصيمري، لكن المأمون عزله لا المعتصم، وضم عمله إلى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وتوفي بعد تركه القضاء بمدة طويلة.
أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، قال: أخبرنا جعفر بن محمد الواسطي المؤدب قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله الأبزاري قال: سمعت إبراهيم بن سعيد يقول: كنت واقفا على رأس المأمون، فقال لي: يا إبراهيم، قلت: لبيك، قال: عشرة من أعمال البر لا يصعد إلى الله والله منها شيء، قال: قلت: نبئني ما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: بكاء إبراهيم بن بريه على المنبر، وخشوع عبد الرحمن بن إسحاق، وتقشف ابن سماعة، وصلاة ابن جبغويه بالليل، وصلاة عياش الضحى، وصيام ابن السندي الاثنين والخميس، وحديث أبي رجاء، وقصص مرجى، وصدقة حفصويه، وكتاب اليتامى لعلي بن قريش.