علي: فاطمة بنت جعفر بن محمد بن عمار البرجمي قاضي القضاة بسر من رأى. قال طلحة: فقد ولده ثلاثة من الصحابة من قريش، وله ولادة في البراجم من العرب.
والقاضي أبو الحسن محمد بن صالح من أهل الكوفة، وبها ولد ونشأ، وكتب الحديث، وقدم بغداد سنة إحدى وثلاثمائة مع أبيه، ثم تكرر دخوله إياها، ثم دخل سنة سبع وثلاثمائة فقرأ على أبي بكر بن مجاهد، ولقي الشيوخ، ثم انتقل إلى الحضرة فاستوطنها في سنة ستة عشرة وثلاثمائة، وصاهر قاضي القضاة أبا عمر محمد بن يوسف على بنت بنته.
قال طلحة: وأبو الحسن رجل عظيم القدر، وافر العقل، واسع العلم، كثير الطلب للحديث، حسن التصنيف، مدمن الدرس والمذاكرة، ينظر في فنون العلم والآداب، متوسط في الفقه على مذهب مالك، ولا أعلم قاضيا تقلد القضاء بمدينة السلام من بني هاشم غيره، ثم قلده المطيع قضاء الشرقية مضافا إلى مدينة المنصور، وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، فصار على قضاء الجانب الغربي بأسره إلى شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فإن بغداد جمعت لأبي السائب عتبة بن عبيد الله، وقلد القاضي أبو الحسن مصر وأعمالها، والرملة، وقطعة من أعمال الشام.
حدثني علي بن أبي علي البصري قال: سمعت أبي يقول: قال عضد الدولة يوما وأنا حاضر، وقد جرى ذكر أهل بغداد، وكان يذمهم كثيرا، ويثلبهم: ما وقعت عيني في هذا البلد على أحد يستحق التفضيل، أو أن يسمى برجل غير نفسين، ولما ميزتهما علمت أنهما ليسا من أهل بغداد. قال أبي: فتشوفت لمعرفتهما، ولم أسأله عنهما، وبان له ذلك في وجهي، فقال: أما أحدهما وأولاهما بالتفضيل فأبو الحسن ابن أم شيبان، والآخر محمد بن عمر، يعني: العلوي، وهما كوفيان.