بمحل لأن يؤخذ عنه العلم لأنه كان كذابا، وكان أحد المتهتكين المشتهرين بشرب الخمور، والمجاهرة بالفجور.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قال: حدثنا ميمون بن هارون الكاتب، عن أبي محمد عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات، عن محمد بن ضوء بن الصلصال بن الدلهمس قال: كان أبو نؤاس يزورني إلى الكوفة، فيأتي بيت خمار بالحيرة يقال له جابر، وكان نظيفا نظيف الثوب، وكان يعتق الشراب، فيكون عنده ما يأتي عليه سنون، قال: فرأى في يدي يوما منه شيئا عجيبا في نهاية الحسن وطيب الرائحة، فقال لي: يا أبا جعفر، لا يجتمع هذا، والهم في صدر. قال: وكان معجبا بضرب الطنبور فكان إذا جاءني جمعت له ضراب الطنابير ومعدنهم الكوفة، فكان يسكر في الليلة سكرات، قال: فجاءني مرة من ذاك، فقال: قد حدث أمر، فقلت: ما هو؟ قال: نهاني أمير المؤمنين محمد عن شرب الخمر، وأنشدني [الخفيف]:
أيها الرائحان باللوم لوما لا أذوق المدام إلا شميما القصيدة.
فقلت: ما تريد أن تفعل؟ فقال: لا أشربها، أخاف أن يبلغه أني شربتها فأتيناه بنبيذ، وجلسنا في منزل جابر، فلما دار الكأس بيننا أنشأت أقول، وأذكره قوله لي [من الكامل]: