أنبأنا إبراهيم بن مخلد، قال: حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: استقضى المهدي محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي، وعافية بن يزيد، جميعا على الجانب الشرقي من مدينة السلام، وكان زياد بن عبد الله بن علاثة يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهدي.
قلت: وكان محمد بن عبد الله بن علاثة صديقا لسفيان الثوري، فلما ولي القضاء أنكر عليه سفيان ذلك، فأخبرني علي بن المحسن، قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، قال: حدثني عبد الباقي بن قانع قال: حدثني بعض شيوخنا قال: استأذن ابن علاثة على سفيان الثوري بعد أن ولي القضاء، فدخل عمار بن محمد ابن أخت سفيان، يستأذن له على سفيان، فلم يأذن له، وكان سفيان يعجن كسبا للشاة، فلم يزل به عمار حتى أذن له، فدخل ابن علاثة فلم يحول سفيان وجهه إليه، ثم قال له: يا ابن علاثة، ألهذا كتبت العلم؟ لو اشتريت صيرا بدرهم - يعني: سميكا - ثم درت في سكك الكوفة لكان خيرا من هذا.
قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه: أخبرني أخي أبو القاسم عبيد الله بن العباس بن الفرات، قال: أخبرنا علي بن سراج قال: محمد بن عبد الله بن علاثة يقال له: قاضي الجن، وذلك أن بئرا كانت بين حران وحصن مسلمة، فكان من يشرب منها خبطته الجن، قال: فوقف عليها، فقال: أيها الجن، إنا قد قضينا بينكم وبين الأنس، فلهم النهار ولكم الليل. قال: فكان الرجل إذا استسقى منها بالنهار لم يصبه شيء.
حدثني أحمد بن محمد المستملي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر الوراق، قال: أخبرنا محمد بن الحسين، أبو الفتح الحافظ قال: محمد بن