وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن محمد بن عبد الملك الأنصاري، فقال: كان يكون ببغداد ذاهب الحديث جدا كذاب، كان يضع الحديث.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري بالبصرة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأنطاكي، قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع النبي ﷺ على إبل أكلت نواء، فبينا نحن بمسيرنا إذا نحن براكب مقبل، فقال رسول الله ﷺ: إخال الرجل يريدكم، قال: فوقف ووقفنا، فإذا بأعرابي على قعود له.
قال: فقلنا: من أين أقبل الرجل؟ قال: أقبلت من أهلي ومالي أريد محمدا، قال: فقلنا: هذا رسول الله، فقال: يا رسول الله، اعرض علي الإسلام، قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله. قال: أقررت، قال: وتؤمن بالجنة، والنار، والبعث، والحساب. قال: أقررت، قال: فجعل لا يعرض شيئا من شرائع الإسلام إلا قال: أقررت. قال: فبينا نحن كذلك إذ وقعت يد بعيره في سكة، فإذا البعير لجنبه، وإذا الرجل لرأسه، فقال رسول الله ﷺ: أدركوا صاحبكم، قال: فابتدرناه، فسبق إليه عمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، فإذا الرجل قد مات، فقال رسول الله ﷺ: اغسلوا صاحبكم. قال: فغسلناه، ورسول الله ﷺ معرض عنه، وكفناه، وصلى عليه النبي ﷺ، ودفناه، فلما فرغنا قال رسول الله ﷺ: هذا الذي تعب قليلا ونعم طويلا، هذا من الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم.
قال: فقلنا: يا رسول الله، رأيناك أعرضت عنه، ونحن نغسله؟ قال: إني أحسب أن صاحبكم مات جائعا، إني رأيت زوجتيه من الحور العين، وهما يدسان في فيه من ثمار