قلت: أما قبر معروف فهو في مقبرة باب الدير، وأما الثلاثة الآخرون فقبورهم بباب حرب.
حدثني الحسن بن أبي طالب، قال: حدثنا يوسف بن عمر القواس، قال: حدثنا أبو مقاتل محمد بن شجاع، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثني أبو يوسف بن بختان، وكان من خيار المسلمين، قال: لما مات أحمد بن حنبل رأى رجل في منامه كأن على كل قبر قنديلا، فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نور لأهل القبور قبورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم، قد كان فيهم من يعذب فرحم.
أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري، قال: حدثنا محمد بن علي بن سويد المؤدب، قال: حدثنا عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد ابن الدورقي يقول: مات جار لي فرأيته في الليل وعليه حلتان قد كسي، فقلت: إيش قصتك؟ ما هذا؟ قال: دفن في مقبرتنا بشر بن الحارث فكسي أهل المقبرة حلتين حلتين.
قلت: وبنواحي الكرخ مقابر عدة، منها مقبرة باب الكناس مما يلي براثا، دفن فيها جماعة من كبراء أصحاب الحديث.
ومقبرة الشونيزي، فيها قبر سري السقطي وغيره من الزهاد، وهي وراء المحلة المعروفة بالتوثة بالقرب من نهر عيسى بن علي الهاشمي.
سمعت بعض شيوخنا يقول: مقابر قريش كانت قديما تعرف بمقبرة الشونيزي الصغير، والمقبرة التي وراء التوثة تعرف بمقبرة الشونيزي الكبير. وكان أخوان يقال لكل واحد منهما الشونيزي، فدفن كل واحد منهما في إحدى هاتين المقبرتين ونسبت المقبرة إليه.