فأنا أحفظك. قال: فافعل. قال: فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني، فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول، فأتعب المأمون ونعس، فقال لعلي بن صالح: حفظه أنت. قال علي: ففعلت، ونام المأمون فجعلت أحفظه النصف الأول فيحفظه، فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، وإذا حفظته النصف الأول نسي الثاني، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته، فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت.
أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله الهاشمي، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني محمد بن المرزبان، قال: حدثنا أبو بكر القرشي، قال: حدثنا المفضل بن غسان عن أبيه قال: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة، فقرأ إن هذا لفي الصحف الأولى صحف عيسى وموسى.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: حدثنا جدي قال: ومما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة فقال: انظروا هل عند الواقدي من هذا شيء؟ فذاكروه ذلك، فذكر شيئا عن الضحاك بن عثمان فذكروا أن مالكا قنع به، قال جدي: وما أدري ممن سمعت هذا غير أني قد سمعته.