قال لي علي بن أيوب القمي: يقال: إن أبا عبيد الله أحسن تصنيفا من الجاحظ.
وحدثني علي بن أيوب، قال: دخلت يوما على أبي علي الفارسي النحوي، فقال: من أين أقبلت؟ قلت: من عند أبي عبيد الله المرزباني. فقال: أبو عبيد الله من محاسن الدنيا.
قال لي علي بن أيوب: وكان عضد الدولة يجتاز على داره، فيقف ببابه حتى يخرج إليه أبو عبيد الله فيسلم عليه ويسأله عن حاله.
قال ابن أيوب: وسمعت أبا عبيد الله يقول: سودت عشرة آلاف ورقة، فصح لي منها مبيضا ثلاثة آلاف ورقة.
حدثني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، قال: سمعت أبا عبيد الله المرزباني يقول: كان في داري خمسون، ما بين لحاف ودوّاج معدة لأهل العلم الذين يبيتون عندي. قال الصيمري: وأكثر أهل الأدب الذين روى عنهم سمع منهم في داره.
حدثني أبو القاسم الأزهري، قال: كان أبو عبيد الله يضع محبرته بين يديه وقنينة فيها نبيذ، فلا يزال يكتب ويشرب. قال: وسأله مرة عضد الدولة عن حاله، فقال: كيف حال من هو بين قارورتين؟ يعني: المحبرة وقدح النبيذ.
وقال لي الأزهري: كان أبو عبيد الله معتزليا، وصنف كتابا جمع فيه أخبار المعتزلة، ولم أسمع منه شيئا، لكن أخذت لي إجازته بجميع حديثه، وما كان ثقة.