وحدثني التنوخي قال: أملى علينا نسبه وساقه إلى إياس، كما ذكرته. قال: وقال لنا ابن المظفر: لا أعلم أنا من العرب، وكان أبي ومن قبله من سلفي من أهل سر من رأى، فانتقل أبي إلى بغداد وولدت أنا فيها في المحرم من سنة ست وثمانين ومائتين، وأول سماعي للحديث في المحرم سنة ثلاثمائة.
قلت: وسلمة بن الأكوع أسلمي فلو كان ابن المظفر من ولده لذكره ولم ينف علمه بأنه من العرب، والله أعلم.
سمع ابن المظفر بنان بن أحمد الدقاق، والقاسم بن زكريا المطرز، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن صالح البخاري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأشباههم من البغداديين. وسافر الكثير، فكتب عن أبي عروبة الحسين بن محمد بحران، وعن أبي الحسن بن جوصا وغيره بدمشق، وعن أبي جعفر الطحاوي، ومحمد بن زبان، وعلي بن أحمد بن سليمان علان بمصر.
وكان حافظا فهما صادقا مكثرا. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين ومن بعدهما، وحدثنا عنه محمد بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وخلق يطول ذكرهم.
حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي، قال: سمعت أبا الحسين بن مظفر يقول: ولدت في المحرم سنة ست وثمانين ومائتين، وأول سنة سمعت فيها الحديث سنة ثلاثمائة من أبي محمد بنان الدقاق.