أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني، قالا: حدثنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر البوسنجي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله ﷺ يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة، قال: فتفل رسول الله ﷺ وقال: لعنت، أو قال: خزيت - شك إسحاق. قال: فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول الله؟ قال: أوما تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: هذا إبليس. فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه وقال: يا رسول الله، أقتله؟ قال: أوما علمت أنه قد أجل إلى وقت معلوم؟ قال: فتركه من يده فوقف ناحية ثم قال: ما لي ولك يا ابن أبي طالب، والله ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه، اقرأ ما قاله الله تعالى ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾ قال ابن عباس: ثم حدثنا رسول الله ﷺ فقال: لقد عرض لي في الصلاة فأخذت بحلقه فخنقته، فإني لأجد برد لسانه على ظهر كفي ولولا دعوة أخي سليمان لأريتكموه مربوطا بالسارية تنظرون إليه.
إسناد هذا الحديث حسن ورجاله كلهم ثقات إلا ابن أبي الأزهر، والقصة الأولى منكرة جدا من هذا الطريق، وإنما نحفظها بإسناد آخر واه، أخبرناه علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن بكار، قال: حدثنا إسحاق بن محمد النخعي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الغداني، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال علي بن أبي طالب: رأيت النبي ﷺ عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي تلعنه يا رسول الله؟ قال: هذا الشيطان