من عسكر أمير المؤمنين لحقناهم فقتلناهم. فقالت: ما كان معك من الوفد غيرك؟ قلت: بلى ستون أو سبعون. قالت: أفكلهم يقول مثل الذي تقول؟ قلت: نعم. قالت: قص علي القصة. فقلت: يا أم المؤمنين، تفرقت الفرقة وهم نحو من اثني عشر ألفا ينادون: لا حكم إلا لله، فقال علي: كلمة حق يراد بها باطل. فقاتلناهم بعد أن ناشدناهم الله وكتابه، فقالوا: كفر عثمان وعلي وعائشة ومعاوية. فلم نزل نحاربهم وهم يتلون القرآن، فقاتلناهم وقاتلونا، وولى منهم من ولى، فقال: لا تتبعوا موليا. فأقمنا ندور على القتلى حتى وقفت بغلة رسول الله ﷺ وعلي راكبها، فقال: اقلبوا القتلى، فأتيناه وهو على نهر فيه القتلى، فقلبناهم، حتى خرج في آخرهم رجل أسود على كتفه مثل حلمة الثدي، فقال علي: الله أكبر، والله ما كذبت ولا كذبت، كنت مع النبي ﷺ وقد قسم فيئا، فجاء هذا فقال: يا محمد اعدل، فوالله ما عدلت منذ اليوم. فقال النبي ﷺ: ثكلتك أمك، ومن يعدل عليك إذا لم أعدل؟ فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ألا أقتله؟ فقال النبي ﷺ: لا، دعه فإن له من يقتله. وقال: صدق الله ورسوله. قال: فقالت عائشة: ما يمنعني ما بيني وبين علي أن أقول الحق، سمعت النبي ﷺ يقول: تفترق أمتي على فرقتين تمرق بينهما فرقة محلقون رؤوسهم محفون شواربهم، أزرهم إلى أنصاف سوقهم، يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، يقتلهم أحبهم إلي وأحبهم إلى الله تعالى. قال: فقلت: يا أم المؤمنين فأنت تعلمين هذا، فلم كان الذي كان منك؟ قالت: يا أبا قتادة وكان أمر الله قدرا مقدورا، وللقدر أسباب، وذكر بقية الحديث.