للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: وكان المهتدي بالله من أحسن الخلفاء مذهبا، وأجملهم طريقة، وأظهرهم ورعا، وأكثرهم عبادة. وروي عنه حديث واحد مسند أخبرناه محمد بن أحمد بن زرق البزا، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان، قالا: حدثنا محمد بن عمر القاضي الحافظ، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن سعدان المروزي، قال: حدثنا محمد بن عبد الكريم بن عبيد الله السرخسي، قال: حدثني المهتدي بالله أمير المؤمنين، قال: حدثنا علي بن أبي هاشم بن طبراخ، عن محمد بن الحسن الفقيه، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال العباس: يا رسول الله، ما لنا في هذا الأمر؟ قال: لي النبوة ولكم الخلافة، بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم، هذا آخر حديث ابن الفضل وزاد بن رزق: قال: قال النبي ﷺ للعباس: من أحبك نالته شفاعتي، ومن أبغضك فلا نالته شفاعتي.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، قال: حدثنا علي بن الحسن الجراحي، قال: حدثنا محمد بن أحمد القراريطي، قال: قال لي عمي عبد الله بن إبراهيم الإسكافي: حضرت مجلس المهتدي وقد جلس للمظالم، فاستعداه رجل عن ابن له، فأمر بإحضاره، فأحضر وأقامه إلى جنب الرجل فسأله عما ادعاه عليه، فأقر به، فأمره بالخروج له من حقه، فكتب له بذلك كتابا، فلما فرغ قال له الرجل: والله يا أمير المؤمنين ما أنت إلا كما قال الشاعر [من السريع]:

حكمتموه فقضى بينكم أبلج مثل القمر الزاهر لا يقبل الرشوة في حكمه ولا يبالي غبن الخاسر

<<  <  ج: ص:  >  >>