فليس لأحد على سلمان سبيل. شهد على ذلك: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وحذيفة بن سعد بن اليمان، وأبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وبلال مولى أبي بكر، وعبد الرحمن بن عوف. وكتب علي بن أبي طالب يوم الاثنين في جمادى الأولى من سنة مهاجر محمد بن عبد الله رسول الله ﷺ. قال عبد الله بن محمد بن الحجاج: ذكر هذا الحديث لأبي بكر بن أبي داود فقال: لسلمان ثلاث بنات: بنت بأصبهان، وزعم جماعة أنهم من ولدها؛ وابنتان بمصر.
قلت: في هذا الحديث نظر؛ وذلك أن أول مشاهد سلمان مع رسول الله ﷺ غزوة الخندق، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة، ولو كان تخلص سلمان من الرق في السنة الأولى من الهجرة لم يفته شيء من المغازي مع رسول الله ﷺ. وأيضا فإن التاريخ بالهجرة لم يكن في عهد رسول الله ﷺ، وأول من أرخ بها عمر بن الخطاب في خلافته، والله أعلم.
وقد ذكرنا فيما تقدم القول بأن سلمان توفي في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.
أخبرنا علي بن محمد السمسار، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قال: حدثنا عبد الباقي بن قانع: أن سلمان توفي بالمدائن في سنة ست