ابن محمد بن يحيى يقول: دخلت على أبي في الصيف الصائف وقت القائلة، وهو في بيت كتبه وبين يديه السراج، وهو يصنف، فقلت: يا أبت هذا وقت الصلاة، ودخان هذا السراج بالنهار، فلو نفست عن نفسك؟ فقال لي: يا بني، تقول لي هذا وأنا مع رسول الله ﷺ وأصحابه والتابعين؟
وقال ابن نعيم: أخبرني أبو محمد بن زياد المعدل، قال: حدثنا أبو العباس الأزهري، قال: سمعت خادمة محمد بن يحيى، ومحمد بن يحيى يغسل على السرير تقول: خدمت أبا عبد الله ثلاثين سنة، وكنت أضع له الماء، فما رأيت ساقه قط وأنا ملك له.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن علي بن زياد النيسابوري، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي الحافظ، قال: سمعت أبا عمرو الخفاف غير مرة يقول: رأيت محمد بن يحيى الذهلي في النوم فقلت: يا أبا عبد الله، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: فما فعل علمك؟ قال: كتب بماء الذهب، ورفع في عليين.
أخبرنا السمسار، قال: أخبرنا الصفار، قال: حدثنا ابن قانع: أن محمد بن يحيى النيسابوري مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قال ابن قانع: وقيل سنة ست وخمسين.
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري يقول: مات محمد بن يحيى النيسابوري سنة سبع وخمسين ومائتين.
قلت: وكل هذه الأقوال وهم، والصواب ما أخبرنا هبه الله بن