وانتهى الخبر إلى موسى بن هارون فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير، أو كما قال.
أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، قال: حدثنا أبو عبد الله عثمان بن جعفر العجلي مستملي ابن شاهين بحديث الكديمي عن شاصونة بن عبيد، ثم قال عثمان: سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا: هذا كذب، من هو شاصونة؟ فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاؤوا من عدن، فقالوا: وصلنا قرية يقال لها الجردة، فلقينا بها شيخا فسألناه: عندك شيء من الحديث؟ قال: نعم. فكتبنا عنه وقلنا: ما اسمك؟ قال: محمد بن شاصونة بن عبيد، وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى، عن أبيه.
قلت: وقد وقع إلينا حديث شاصونة من غير طريق الكديمي، أخبرناه أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري ببغداد، وأبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا، قالوا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، قال: حدثنا العباس بن محبوب بن عثمان بن شاصونة بن عبيد بمكة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني جدي شاصونة بن عبيد، قال: حدثني معرض بن عبد الله بن معيقيب اليمامي، عن أبيه، عن جده، قال: حججت حجة الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله ﷺ وجهه كدارة القمر، فسمعت منه عجبا، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة، فقال له رسول الله ﷺ: يا غلام، من أنا؟ فقال: أنت رسول الله. قال: فقال له: بارك الله فيك. ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها.