أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير، قال: سمعت أبا بكر بن مالك يذكر أن مولده في يوم الاثنين لثلاث خلون من المحرم سنة أربع وسبعين ومائتين. قال: وكانت والدتي بنت أخي أبي عبد الله الجصاص، وكان عبد الله بن أحمد بن حنبل يجيئنا، فنقرأ عليه ما نريد، وكان يقعدني في حجره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إني أحبه.
قال أبو طالب: وكان والد ابن مالك جعفر بن حمدان يكنى أبا الفضل، وحمدان لقب، واسمه أحمد. قال: وسئل ابن مالك وأنا أسمع عن الإيمان، فقال: قول وعمل. ثم قال: وهل يشك فيه؟
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات، قال: كان ابن مالك القطيعي مستورا، صاحب سنة، كثير السماع من عبد الله بن أحمد وغيره، إلا أنه خلط في آخر عمره، وكف بصره وخرف، حتى كان لا يعرف شيئا مما يقرأ عليه. ودفن لما مات في مقابر باب حرب عند قبر أحمد بن حنبل.
قال محمد بن أبي الفوارس: أبو بكر بن مالك كان مستورا صاحب سنة، ولم يكن في الحديث بذاك، له في بعض المسند أصول فيها نظر، ذكر أنه كتبها بعد الغرق.
سمعت أبا بكر البرقاني، وسئل عن ابن مالك، فقال: كان شيخا صالحا، وكان لأبيه اتصال ببعض السلاطين، فقرئ لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المسند، وحضر ابن مالك سماعه. ثم غرقت قطعة من كتبه بعد ذلك، فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة.
وحدثني البرقاني قال: كنت شديد التنقير عن حال ابن مالك حتى ثبت عندي أنه صدوق لا يشك في سماعه، وإنما كان فيه بله، فلما غرقت