يبق أحد فدعاني، فقال: أتعرفني؟ قلت: ولا أنكر القاضي أعزه الله. قال: ولكني أعرفك مضيت يوما في الكلأ، فانقطعت نعلي، وأعطيتني شسعا لها، فقلت لك: إني أجبك فوات ذلك، فتكرهت قولي، وقلت: وما مقدار ما فعلت؟ امض في حفظ الله، والله لأصلحن زمانك كما أصلحت نعلي، ثم وقع لي في ظلامتي، ووهب لي خمسمائة دينار، وقال: زرني في كل وقت، قال: فرأيناه متسع الحال بعد أن رأيناه مضيقا.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي، قال: أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثني أبو مالك حريز بن أحمد بن أبي دؤاد، قال: قال الواثق يوما لأبي تضجرا بكثرة حوائجه: يا أحمد، قد اختلت بيوت الأموال بطلبائك اللائذين بك، والمتوسلين إليك. فقال: يا أمير المؤمنين نتائج شكرها متصلة بك، وذخائر أجرها مكتوبة لك، وما لي من ذلك إلا عشق اتصال الألسن بحلو المدح فيك. فقال: يا أبا عبد الله والله لا منعناك ما يزيد في عشقك، ويقوي من همتك، فتناولنا بما أحببت.
أخبرني الحسين بن علي الحنفي، قال: حدثنا محمد بن عمران الكاتب، قال: حدثنا الصولي، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: أمر الواثق لعشرة من بني هاشم بعشرة آلاف درهم على يد ابن أبي دؤاد، فدفعها إليهم، فكلمه نظراؤهم، ففرق فيهم عشرة آلاف درهم والعشرة مثل أولئك