ولغيره يجبى الخراج وإنما تجبى إليه محامد وأجور وقام الثالث فقال [من الطويل]:
وليس نسيم المسك ريح حنوطه ولكنه ذاك الثناء المخلف وليس صرير النعش ما يسمعونه ولكنها أصلاب قوم تقصف حدثني محمد بن علي الصوري، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، قال: أخبرنا أبو روق الهزاني، قال: حكى لي ابن ثعلبة الحنفي، عن أحمد بن المعدل الفقيه المالكي أنه قال: كتب ابن أبي دؤاد إلى رجل من أهل المدينة يتوهم أنه عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد: إن بايعت أمير المؤمنين في مقالته، استوجبت منه حسن المكافأة، وإن امتنعت لم تأمن مكروهه. فكتب إليه: عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإنه إن يفعل فأعظم بها نعمة، وإلا فهي الهلكة، نحن نرى الكلام في القرآن بدعة يشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه، ولا يعلم خالقا إلا الله، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك، ومخالفتك إلى اسمه الذي سماه الله به، وذر الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين. فلما وقف على جوابه أعرض عنه، فلم يذكره.
أخبرنا محمد بن الفرج بن علي البزاز، قال: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، قال: حدثنا جعفر بن شعيب الشاشي، قال: حدثني محمد بن يوسف الشاشي، قال: حدثني إبراهيم بن منة، قال: سمعت طاهر بن خلف يقول: سمعت محمد ابن الواثق الذي يقال له المهتدي بالله يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا ذلك المجلس، فأتي بشيخ مخضوب مقيد،