فقصدتهم ووافيت صلاة الظهر، قال: وأحسبه رآني فيهم إنسان عرفني، فقلت له: فيكم رجل تدلوني عليه؟ فقالوا: هذا الشيخ الذي يصلي بنا. فحضرت معهم صلاة الظهر والعصر، فقال له ذلك الرجل: هذا من ولد عبد الرحمن بن عوف، وجده أبو أمه سعد بن معاذ، قال: فبش بي وسلم علي، كأنه مذ كان يعرفني، قال: فقلت له: إنا بالحنبلية من أين تأكل؟ فقال لي: أنت مقيم عندنا؟ قلت: أما الليلة فأنا عندكم. قال: ثم مضيت معه، فجعل يحدثني ويؤانسني حتى جاء إلى كهف جبل، فقعدت ودخل، فأخرج قعبا يسع رطلا ونصفا قد أتى عليه الدهور، ثم وضعه وقعد يحدثني، حتى إذا كادت الشمس أن تغرب اجتمعت حواليه ظباء، فاعتقل منها ظبية، فحلبها حتى ملأ ذلك القدح، ثم أرسلها. فلما سقط القرص حساه، ثم قال: ما هو غير ما ترى. ربما احتجت إلى الشيء من هذا، فتجتمع حولي هذه الظباء فآخذ حاجتي وأرسلها.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: سمعت أبي يقول: مضى عمي أبو إبراهيم الزهري إلى أحمد بن حنبل، فسلم عليه، فلما رآه وثب إليه، وقام قائما وأكرمه، فلما أن مضى قال له ابنه عبد الله: يا أبت أبو إبراهيم شاب، وتعمل به هذا العمل، وتقوم