وشراسة الخلق، ونال النسائي منه جفاء في مجلسه، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما.
أخبرنا أبو سعد الماليني إن لم يكن قراءة فإجازة؛ لأني شككت في سماعي هذه الحكاية منه، قال: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، قال: سمعت محمد بن هارون بن حسان البرقي يقول: هذا الخراساني يعني النسائي يتكلم في أحمد بن صالح، وحضرت مجلس أحمد بن صالح، وطرده من مجلسه، فحمله ذلك على أن تكلم فيه.
أخبرنا البرقاني، قال: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار، قال: سمعت بندارا يقول: كتبت إلى أحمد بن صالح خمسين ألف حديث أي إجازة، وسألته أن يجيز لي أو يكتب إلي بحديث مخرمة بن بكير، فلم يكن عنده من المروءة ما يكتب بذاك إلي.
قلت: ونرى أن هذا الذي قاله بندار في أحمد بن صالح من تركه مكاتبته مع مسألته إياه ذلك، إنما حمله عليه سوء الخلق، ولقد بلغني أنه كان لا يحدث إلا ذا لحية، ولا يترك أمرد يحضر مجلسه، فلما حمل أبو داود السجستاني ابنه إليه ليسمع منه، وكان إذ ذاك أمرد، أنكر أحمد بن صالح على أبي داود إحضاره ابنه المجلس. فقال له أبو داود: هو وإن كان أمرد أحفظ من أصحاب اللحى، فامتحنه بما أردت. فسأله عن أشياء، أجابه ابن أبي داود عن جميعها، فحدثه حينئذ ولم يحدث أمرد غيره.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر أبو طاهر الدقاق، وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد البزاز، قال حمزة: حدثنا، وقال محمد: أخبرنا الوليد بن