سر إن اسطعت في الهواء رويدا لا اختيالا على رفات العباد رب لحد قد صار لحدا مرارا ضاحكا من تزاحم الأضداد ودفين على بقايا دفين في طويل الزمان والآباد فاسأل الفرقدين عمن أحسا من قبيل وآنسا من بلاد كم أقاما على زوال نهار وأنارا لمدلج في سواد تعب كلها الحياة، فما أعـ جب إلا من راغب في ازدياد إن حزنا في ساعة الموت أضعا ف سرور في ساعة الميلاد خلق الناس للبقاء فضلت أمة يحسبونهم للنفاد إنما ينقلون من دار أعما ل إلى دار شقوة أو رشاد والقصيدة طويلة.
حدثني أبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي، قال: ذكر لي أبو العلاء المعري أنه ولد في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وكان أبو العلاء ضريرا عمي في صباه، وعاد من بغداد إلى بلده معرة النعمان فأقام به إلى حين وفاته، وكان يتزهد، ولا يأكل اللحم، ويلبس خشن الثياب. وصنف كتبا في اللغة، وعارض سورا من القرآن، وحكي عنه حكايات مختلفة في اعتقاده، حتى رماه بعض الناس بالإلحاد.
وبلغنا أنه مات في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة.