سمع ببلده من أبي العباس بن حمدان النيسابوري، ومحمد بن علي الحساني، وأحمد بن إبراهيم بن حَبَاب الخوارزميين، ثم ورد بغداد فسمع من محمد بن جعفر بن هيثم البندار، وأبي علي ابن الصواف، وأبي بحر بن كوثر البربهاري، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأحمد بن جعفر بن سلم، ومن بعدهم، ثم خرج إلى جرجان فسمع من أبي بكر الإسماعيلي، ونحوه، وكتب بإسفرايين عن بشر بن أحمد، وعدة سواه، وكتب بنيسابور عن أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وجماعة غيرهما، وكتب بهراة عن أبي الفضل بن خميرويه، وأبي حاتم محمد بن يعقوب، وأبي منصور الأزهري، وكتب بمرو عن عبد الله بن عمر بن علك، وعبد الله بن أحمد بن الصديق، وأبي صخر محمد بن مالك السعدي، وسمع في بلاد أخرى من خلق يطول ذكرهم.
ثم عاد إلى بغداد، فاستوطنها، وحدث بها، فكتبنا عنه، وكان ثقة ورعا متقنا متثبتا فهما، لم نَرَ في شيوخنا أثبت منه، حافظا للقرآن عارفا بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث، حسن الفهم له والبصيرة فيه، وصنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم، وجمع حديث سفيان الثوري، وشعبة، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، ومطر الوراق، وغيرهم من الشيوخ، ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مسعر.