لقمني، قال: وكان الذي قدم فراريج ودراريج، فلقمته من صدر فروج، فقال: لا، لقمني من فخذه، فلقمته لقما، ثم قال: هات من الدراريج فلقمته من أفخاذها، فقال: ويلك هو ذا تتنادر علي، هات من صدورها، فقلت: يا مولاي ركبت القياس، فضحك، فقلت له: إلى كم أضحكك، ولا تضحكني، قال: شل المطرح وخذ ما تحته، قال: فشلته، فإذا دينار واحد، فقلت: آخذ هذا، فقال: نعم، فقلت له: بالله هو ذا تتنادر أنت الساعة علي، خليفة يجيز نديمه بدينار، فقال: ويلك لا أجد لك في بيت المال حقا أكثر من هذا، ولا تسمح نفسي أن أعطيك من مالي شيئا، ولكن هو ذا أحتال لك بحيلة تأخذ فيها خمسة آلاف دينار، فقبلت يده، فقال: إذا كان غدا وجاءني القاسم، يعني ابن عبيد الله، فهو ذا أسارك حين تقع عيني عليه سرارا طويلا، ألتفت فيه إليه كالمغضب، وانظر أنت إليه في خلال ذلك كالمخالس لي نظر المترثي له، فإذا انقطع الس ار فيخرج، ولا يبرح الدهليز، أو تخرج، فإذا خرجت خاطبك بجميل، وأخذك إلى دعوته، وسألك عن حالك فاشك الفقر والخلة، وقلة حظك مني، وثقل ظهرك بالدين والعيال، وخذ ما يعطيك، واطلب كل ما تقع عينك عليه، فإنه لا يمنعك حتى تستوفي الخمسة آلاف دينار، فإذا أخذتها، فسيسألك عما جرى بينا، فأصدقه، وإياك أن تكذبه، وعرفه أن ذلك حيلة مني عليه حتى وصل إليك هذا، وحدثه بالحديث كله على شرحه، وليكن إخبارك إياه بذلك بعد امتناع شديد وإحلاف منه لك بالطلاق والعتاق أن تصدقه، وبعد أن تخرج من داره كل ما يعطيك إياه وتحصله في بيتك، فلما كان من غد حضر القاسم، فحين رآه بدأ يسارني، وجرت القصة على ما واضعني عليه، فخرجت، فإذا القاسم في الدهليز ينتظرني، فقال: يا أبا محمد ما هذا الجفاء لا تجيئني