على باب دار أبي ذر الخزاز، فجاء بنخال ليطلبها، قال: عقدة، فوجدتها، ثم فكرت، فقلت: ليس في الدنيا غير دنانيرك، فقلت للنخال هي في ذمتك ومضيت وتركته، قال: وكان يؤدب ابن هشام الخزاز، فلما حذق الصبي وتعلم وجه إليه ابن هشام بدنانير صالحة فردها فظن ابن هشام أن عقدة استقلها فأضعفها له، فقال عقدة: ما رددتها استقلالا، ولكني سألني الصبي أن أعلمه القرآن فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن فلا أستحل أن آخذ منه شيئا، ولو دفع إلي الدنيا.
قال ابن النجار، وكان عقدة زيديا، وكان ورعا ناسكا، وإنما سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف، وكان وراقا جيد الخط، وكان ابنه أبو العباس أحفظ من كان في عصرنا للحديث.
حدثت عن أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري، قال: قال لي أبو العباس بن عقدة: دخل البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني، فقلت: لا تطول تتقدم إلى دكان وراق وتضع القبان وتزن من الكتب ما شئت، ثم تلقي علينا فنذكره فبقي.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد النيسابوري، قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة.
حدثني محمد بن علي الصوري بلفظه، قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: سمعت أبا الفضل الوزير يقول: سمعت علي بن عمر، وهو الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى