يا سيدي أنت بهم أعرف، وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور، فقال: هيهات يا أبا علي، قد رأينا من كان أقوى إيمانا منهم، إذا رأى الحدث قد أقبل يفر كفراره من الزحف، وإنما ذلك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها، فيأخذها عن تصرف الطباع، ما أكبر الخطر ما أكثر الغلط، قال أبو علي: وسمعت جنيدا يقول: جاء رجل إلى أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ومعه غلام حسن الوجه، فقال له: من هذا، قال: ابني، فقال أحمد: لا تجئ به معك مرة أخرى، فلما قام قيل له: أيد الله الشيخ إنه رجل مستور، وابنه أفضل منه، فقال أحمد: الذي قصدنا إليه من هذا الباب ليس يمنع منه سترهما، على هذا رأينا أشياخنا، وبه خبرونا عن أسلافهم.