فإني لم آكل مذ أيام، فقال: الدعوى تهتك ستر المدعين فما لك والتوكل.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري، قال: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت الفرغاني يقول: كان إبراهيم الخواص مجردا في التوكل يدقق فيه، وكان لا يفارقه إبرة وخيوط، وركوة ومقراض، فقيل له: يا أبا إسحاق لم تحمل هذا وأنت تمنع من كل شيء، فقال: مثل هذا لا ينقض التوكل، لأن لله علينا فرائض، والفقير لا يكون عليه إلا ثوب واحد، فربما ينخرق ثوبه، فإذا لم يكن معه إبرة وخيوط تبدو عورته فتفسد عليه صلاته، وإذا لم يكن معه ركوة تفسد عليه طهارته، وإذا رأيت الفقير بلا ركوة، ولا إبرة وخيوط فاتهمه في صلاته.
أخبرني أحمد بن علي التوزي، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي، قال: سمعت أبا بكر الرازي، قال: سمعت أبا عثمان الأدمي، قال: سمعت إبراهيم الخواص وسئل عن الورع، فقال: أن لا يتكلم العبد إلا بالحق، غضب أو رضي، ويكون اهتمامه بما يرضي الله تعالى، قال: وقال إبراهيم الخواص: العلم كله في كلمتين: لا تتكلف ما كفيت، ولا تضيع ما استكفيت.
أخبرني أبو القاسم الأزهري، قال: حدثنا محمد بن زيد بن مروان، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن سعدان، قال: قلت لإبراهيم الخواص: يا أبا إسحاق ما علامة المحب، قال: ترك ما تحب لمن تحب.
وأخبرني الأزهري، قال: حدثنا محمد، قال: قال لنا محمد بن سعدان: قال لي إبراهيم الخواص: الناس في طريق الآخرة على ثلاثة أوجه: صوفي، وليفي، وشعري، فأما الليفي، فهو الذي يحب اللفيف، فإن مر في طريق كان معه قوم ويزن مجلسه ويصف للناس موضعه، والشعري: الذي استشعر ما