وقال أبو نعيم: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد المقرئ الواعظ يقول: سمعت أبا تراب محمد بن سهل الحافظ يقول: كتبنا عن أبي العباس السراج في مجلس محمد بن يحيى، ثم خرجت أنا إلى العراق ومصر وانصرفت بعد سنين كثيرة إلى بغداد، وأبو العباس السراج بها يكتب عن يحيى بن أبي طالب وأبي قلابة وطبقتهما، فقلت له: يا أبا العباس كتبنا عنك في مجلس محمد بن يحيى وأنت إلى الآن تكتب؟! فقال: يا هذا، أما علمت أن صاحب الحديث لا يصبر؟
حدثت عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: سمعت أبا عبد الله العبدوي يقول: سمعت أبا العباس السراج يقول: في سنة ثلاث وثلاثمائة كتبوا عني في مجلس محمد بن يحيى منذ نيف وستين سنة.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد الواسطي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي الكوفي، قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد الفقيه يقول: سمعت أبا العباس السراج يوما يقول لبعض من حضر، وأشار إلى كتب منضدة عنده فقال: هذه سبعون ألف مسألة لمالك، ما نفضت التراب عنها منذ كتبتها.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم، قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: دخل أبو العباس السراج على أبي عمرو الخفاف فقال له: يا أبا العباس، من أين جمعت هذا المال؟ فقال: يا أبا عمرو، بغيبة عن نيسابور مائة وعشرين سنة، قال: وكيف ذاك؟ قال: غاب أخي إبراهيم أربعين سنة، وغاب أخي إسماعيل أربعين سنة، وغبت أنا مقيما ببغداد أربعين سنة، أكلنا الجشب ولبسنا الخشن حتى جمعنا هذا المال، ولكن أنت يا أبا عمرو من أين جمعت هذا المال؟