أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: أخبرنا الحسن بن سعيد بن جعفر البصري، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، قال: حدثنا الحارث بن محمد الأموي، عن أبي ثور، قال: كنت من أصحاب محمد بن الحسن، فلما قدم الشافعي علينا جئت إلى مجلسه شبه المستهزئ، فسألته عن مسألة من الدور، فلم يجبني، وقال: كيف ترفع يديك في الصلاة، فقلت: هكذا، فقال: أخطأت، فقلت: هكذا، فقال: أخطأت، فقلت: فكيف أصنع، قال: حدثني سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن النبي ﷺ كان يرفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع، وإذا رفع، قال أبو ثور: فوقع في قلبي من ذلك، فجعلت أزيد في المجيء وأقصر من الاختلاف إلى محمد بن الحسن، فقال لي محمد يوما: يا أبا ثور أحسب هذا الحجازي قد غلب عليك، قال: قلت: أجل الحق معه، قال: وكيف ذلك، قال: قلت: كيف ترفع يديك في الصلاة، فأجابني على نحو ما أخبرت الشافعي، فقلت: أخطأت، فقال: كيف أصنع، قلت: حدثني الشافعي، عن سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن النبي ﷺ كان يرفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع، وإذا رفع، قال أبو ثور: فلما كان بعد شهر، وعلم الشافعي أني قد لزمته للتعلم منه، قال: يا أبا ثور خذ مسألتك في الدور، فإنما منعني أن أجيبك يومئذ لأنك كنت متعنتا.
أخبرنا أبو سعد الماليني إجازة، وحدثنيه أحمد بن سليمان المقرئ عنه قال: أخبرنا عبد الله بن عدي، قال: وسمعت البراثي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: انصرفت من جنازة أبي ثور، فقال لي أبي: أين كنت، قلت: في جنازة أبي ثور، فقال:﵀ إنه كان فقيها.