حاجتي، فدخلت فقلت للحمامي: يا حمامي أدخل حمامك أحد؟ فقال: لا، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب قال لي قائل: أبو مسلم أسلم تسلم ثم أنشأ يقول (من المتقارب):
لك الحمد إما على نعمة وإما على نقمة تدفع تشاء فتفعل ما شئته وتسمع من حيث لا يسمع قال: فبادرت فخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد؟! فقال لي: هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كان، فقال لي: ذاك جنى يتراءى لنا في كل حين، وينشدنا الشعر فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ فقال لي: نعم وأنشدني (من الخفيف):
أيها المذنب المفرط مهلا كم تمادي وتكسب الذنب جهلا كم وكم تسخط الجليل بفعل سمج وهو يحسن الصنع فعلا كيف تهدا جفون من ليس يدري أرضي عنه من على العرش أم لا أخبرني علي بن أبي علي، قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني أن محمد بن يحيى أخبره، قال: كان أبو مسلم الكجي وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام، فقال البحتري يمدحهما. من البسيط:
هل تبدين لي الأيام عارفة لدى أبي مسلم الكجي أو أسد كلاهما آخذ للمجد أهبته وباعث بعد وعد اليوم نجح غد لله دركما من سيدي ومن أجريتما من معاليه إلى أمد وجدت عندكما الجدوى ميسرة أوان لا أحد يجدي على أحد وقد تطلبت جهدي ثالثا لكما عند الليالي فلم تفعل ولم تكد