أحمد الرزاز، وأبو علي بن شاذان ومكي بن علي الجريري وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو طالب بن غيلان، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني وجماعة غيرهم. وكان عند البرقاني عنه سفط أو سفطان ولم يخرج عنه في صحيحه شيئا، فسألته عن ذلك فقال: حديثه كثير الغرائب وفي نفسي منه شيء، فلذلك لم أرو عنه في الصحيح فلما حصلت بنيسابور في رحلتي إليها سألت أهلها عن حال أبي إسحاق المزكي فأثنوا عليه أحسن الثناء، وذكروه أجمل الذكر، ثم لما رجعت إلى بغداد ذكرت ذلك للبرقاني فقال: قد أخرجت في الصحيح أحاديث كثيرة بنزول وأعلم أنها عندي تعلو عن أبي إسحاق المزكي إلا أني لا أقدرعلى إخراجها لكبر السن وضعف البصر، وتعذر وقوفي على خطي لدقته أو كما قال.
حدثنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي يقول: أنفقت على الحديث بدرا من الدنانير، وقدمت بغداد في سنة ست عشرة لأسمع من ابن صاعد ومعي خمسون ألف درهم بضاعة، ورجعت إلى نيسابور ومعي أقل من ثلثها! أنفقت ما ذهب منها على أصحاب الحديث.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، عن محمد بن عبد الله الحافظ قال: كان إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي من العباد المجتهدين الحجاجين المنفقين على العلماء والمستورين. عقد له الإملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وهو أسود الرأس واللحية وزكي في تلك السنة، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الأصم، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو عبد الله الصفار، ومُحَمد بن صالح وأقرانهم. وتوفي بسوسنقين ليلة الأربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وحمل تابوته فصلينا عليه، ودفن في داره وهو يوم مات ابن سبع وستين سنة.