وكان ماهان أبوه خرج من أرجان بأم إبراهيم وهي حامل، فقدم الكوفة فولد إبراهيم بها في بني عبد الله بن دارم سنة خمس وعشرين وماِئَة، ونظر في الأدب وقال الشعر، وطلب عربي الغناء وعجميه، وسافر فيه إلى البلاد حتى برع في العلم به، واتصل بالخلفاء والملوك ولم يزل ببغداد إلى حين وفاته.
حدثني علي بن المحسن قال: وجدت في كتاب جدي علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي: حدثنا الحرمي بن أبي العلاء، قال: حدثنا أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: نحن قوم من أهل أرجان سقط أبي إلى الموصل في طلب الرزق فما أقام بها إلا أربعة أشهر، ثم قدم بغداد فقال الناس: الموصلي لقدومه منها، ولم يكن من أهلها قال: وأبي إبراهيم بن ماهان. قال: وهو عندنا ابن ميمون. قال: وكانت في أيدينا ضياع لبعض الحنظليين فتوليناهم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني إسحاق يعني ابن إبراهيم الموصلي، عن أبيه إبراهيم قال: جاءني غلامي، فقال: بالباب رجل حائك يطلب عليك الإذن؟ فقلت: ويلك ما لي ولحائك! قال: لا أدري غير أنه قد حلف بالطلاق لا ينصرف حتى يكلمك بحاجته! فقلت: ائذن له فدخل فقلت: ما حاجتك؟ قال: جعلني الله فداك أنا رجل حائك، وكان عندي بالأمس جماعة من أصحابي، وإنا تذاكرنا الغناء والمقدمين فيه، فأجمع من حضر أنك رأس القوم وبندارهم وسيدهم في هذه الصناعة، فحلفت بالطلاق طلاق ابنة عمي وأعز الخلق علي، ثقة مني بكرمك على أن تشرب عندي غدا وتغنيني، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تمن على عبدك بذلك فعلت قال: فقلت له: أين منزلك؟ قال: في دور الصحابة. قال: قلت: فصف للغلام موضعه وانصرف