حدثنا محمد بن إشكاب، قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عمار بن سيف الضبي، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن جرير قال: كنا معه بقطربل، فقال: ما هذه؟ قال: قطربل. قال: فضرب بطن فرسه حتى وقف خارجا منها، ثم قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل، يجبى إليها خزائن الأرض وجبابرتها، يخسف بأهلها، فلهي أسرع هويا في الأرض من وتد الحديد في الأرض الرخوة. قال عمار: سمعته يحدث به رجلا. قال أبو غسان: فقلت له: أبا سفيان؟ فقال: قد أخذ علي أن لا أسميه، ولم يقل لي: قال عمار، فشككت في بعضه فقومني فيه، وقد حفظت إسناده من عاصم والحديث إلا الشيء.
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد الجعابي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، قال: حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن يعقوب المسعودي، قال: قلت لعمار بن سيف: سمعت هذا الحديث من عاصم؟ قال: لا. قلت: من حدثك عن عاصم؟ قال: رجل ثقة كأنك تسمعه منه، يعني: حديث جرير تبنى مدينة.
قلت: هذا خلاف الحديث الذي بدأنا به؛ لأن عمارا ذكر في تلك الرواية أنه حضر الثوري يسأل عاصما عنه، وفي هذه الرواية أنكر أن يكون سمعه من عاصم، والله أعلم، وقد روى هذا الحديث عن عاصم: سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثوري وهو أخو عمار بن محمد، ومحمد بن جابر اليمامي، وأبو شهاب الحناط. وروي عن سفيان الثوري، عن عاصم.
فأما حديث سيف، فأخبرناه عبيد الله بن أحمد بن محمد الحربي القزاز، قال: حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه، قال: حدثنا إدريس بن عبد الكريم، قال: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني. وأخبرنا علي بن أبي علي، قال: أخبرنا طلحة