إن الذي لم يدر ما كلفي ليرى على وجهي به وسما قال: ومن شعره المختار قوله (من الكامل):
يا عتب هجرك مورثي الأدواء والهجر ليس لودنا بجزاء يا صاحبي لقد لقيت من الهوى جهدا وكل مذلة وعناء علق الفؤاد بحبها من شقوتي والحب داعية لكل بلاء إني لأرجوها وأحذرها فقد أصبحت بين مخافة ورجاء بخلت علي بودها وصفائها ومنحتها ودي ومحض صفائي فتخالف الأهواء فيما بيننا والموت عند تخالف الأهواء أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: أخبرنا محمد بن العباس بن محمد الخزاز، قال: حدثنا محمد بن المرزبان، قال: أخبرني عبد الله بن محمد، قال: أخبرني الحسين بن عبد الرحمن قال: قال الرشيد لأبي العتاهية: الناس يزعمون أنك زنديق؟ فقال: يا سيدي كيف أكون زنديقا وأنا القائل (من المتقارب):
أيا عجبي كيف يعصى الإلـ ـه أم كيف يجحده جاحد؟ ولله في كل تحريكة وفي كل تسكينة شاهد وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب، قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي، قال: حدثني أبو الفضل ميمون بن هارون، قال: حدثني العبر قال: جلس منصور بن عمار بعض مجالسه فحمد الله وأثنى عليه وقال: إني أشهدكم أن أبا العتاهية زنديق، فبلغ ذلك أبا العتاهية فكتب إليه (من الخفيف):
إن يوم الحساب يوم عسير ليس للظالمين فيه نصير فاتخذ عدة لمطلع القبر وهول الصراط يا منصور