حدثنا نفطويه، قال: كنت عند المبرد فمر به إسماعيل بن إسحاق القاضي، فوثب إليه وقبل يده وأنشده (من المتقارب):
فلما بصرنا به مقبلا حللنا الحبى وابتدرنا القياما فلا تنكرن قيامي له فإن الكريم يجل الكراما
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر النحوي بالكوفة، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن السري قال: اجتمع المبرد، وأبو العباس ثعلب عند إسماعيل القاضي فتكالما في مسألة فطال بينهما الكلام، فقال المبرد لثعلب: قد رضينا بالقاضي فسألاه الحكومة بينهما فقال لهما: تكالما فتكالما، فقال القاضي: لا يسعني الحكم بينكما لأنكما قد خرجتما إلى ما لا أعلم.
حدثني أبو القاسم الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني قال: سمعت عبد الرحيم ولم ينسبه (يقول): إن إسماعيل بن إسحاق القاضي دخل إلى عنده عبدون بن صاعد الوزير، وكان نصرانيا، فقام له ورحب به، فرأى إنكار الشهود ومن حضره، فلما خرج قال لهم: قد علمت إنكاركم وقد قال الله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عن الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ) الآية. وهذا الرجل يقضي حوائج المسلمين وهو سفير بيننا وبين المعتضد، وهذا من البر فسكتت الجماعة لما أخبرهم.
أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: إسماعيل بن إسحاق كان مولده سنة مائتين، وتوفي عن اثنتين وثمانين سنة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن