حدثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، قال: حدثنا علي بن أحمد بن إبراهيم السرخاباذي، قال: حدثنا أحمد بن فارس بن حبيب، قال: حدثني محمد بن عبد الله الدوري بمدينة السلام، قال: حدثني علي بن الحسين بن الهيثم، قال: حدثنا الحسين بن علي المرداسي، قال: حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، قال: قال لي أبي: قلت ليحيى بن خالد: أريد أن تكلم لي سفيان بن عيينة ليحدثني بأحاديث فقال: نعم إذا جاءنا فأذكرني قال: فجاءه سفيان، فلما جلس أومأت إلى يحيى فقال له: يا أبا محمد إسحاق بن إبراهيم من أهل العلم والأدب، وهو مكره على ما تعلمه منه فقال سفيان: ما تريد بهذا الكلام؟ فقال: تحدثه بأحاديث قال: فتكره ذلك فقال يحيى: أقسمت عليك إلا فعلت. قال: نعم فليبكر إلي قال: فقلت ليحيى: افرض لي عليه شيئا فقال له: يا أبا محمد، افرض له شيئا قال: نعم، قد جعلت له خمسة أحاديث. قال: زده. قال: قد جعلتها سبعة قال: هل لك أن تجعلها عشرة؟ قال: نعم قال إسحاق: فبكرت إليه واستأذنت ودخلت، فجلست بين يديه وأخرج كتابه فأملى علي عشرة أحاديث. فلما فرغ قلت له: يا أبا محمد إن المحدث يسهو ويغفل والمحدث أيضا كذلك، فإن رأيت أن أقرأ عليك ما سمعته منك. قال: اقرأ فديتك، فقرأت عليه وقلت له: أيضا إن القارئ ربما أغفل طرفه الحرف، والمقروء عليه ربما ذهب عنه الحرف، فأنا في حل أن أروي جميع ما سمعته منك؟ قال: نعم فديتك، أنت والله فوق إن تستشفع أو يشفع لك، فتعال كل يوم، فلوددت أن سائر أصحاب الحديث كانوا مثلك.