أبو حنيفة بخلاف هذا، فقال إسحاق: حفظته من كتاب جده وأنا وهو في كتاب واحد. فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي فقال إسحاق: ليبعث الأمير إلي جزء كذا وكذا من جامعه، فأتي بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى عشرة ورقة، ثم عد تسعة أسطر ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير عبد الله بن طاهر: قد تحفظ المسائل ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة فقال إسحاق: ليوم مثل هذا لكي يجزي الله على يدي عدوا مثله.
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، قال: حدثنا أحمد بن كامل قال: قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه: قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث؟ قال: مائة ألف حديث ما أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته.
أخبرنا أبو سعد الماليني، قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه يقول: سمعت أبا داود الخفاف يقول: أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس، وكان يمليه حفظا، فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر، فقصدته يوما لأسأله إعادته وقد حمل إليه حنطة من الرستاق، فقال لي: تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة، فإذا فرغت أعدت لك الفائت. قال: ففعلت ذلك، فلما فرغت