أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني في القرآن. فناظرته فقال: لم أقل على الشك ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. قال مصعب: فأنشدته هذا الشعر فأعجبه وكتبه وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة (من الوافر):
أأقعد بعد ما رجفت عظامي وكان الموت أقرب ما يليني أجادل كل معترض خصيم وأجعل دينه غرضا لديني وأترك ما علمت لرأي غيري وليس الرأي كالعلم اليقين وما أنا والخصومة وهي لبس تصرف في الشمال وفي اليمين وقد سنت لنا سنن قوام يلحن بكل فج أو وضين وكان الحق ليس به خفاء أغر كغرة الفلق المبين وما عوض لنا منهاج حمق بمنهاج ابن آمنة الأمين فأما ما علمت فقد كفاني وأما ما جهلت فجنبوني فلست بمكفر أحدا يصلي ولن اجرمكم أن تكفروني وكنا إخوة نرقى جميعا ونرمي كل مرتاب ظنين فما برح التكلف أن تساوت بشأن واحد فرق الشؤون فأوشك أن يخر عماد بيت وينقطع القرين من القرين فلما كتبه قال لي: يا أبا عبد الله لا أجاوز هذا. قال أبو بكر أحمد بن زهير: فقلت أنا لمصعب: هذا قد كتب الحديث منذ كذا وكذا لا يجاوز هذا الشعر؟
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، قال: أخبرنا أبو أحمد بن فارس، قال: حدثنا البخاري. وأخبرنا السمسار، قال: أخبرنا الصفار، قال: حدثنا ابن قانع: أن إسحاق بن أبي إسرائيل مات في سنة خمس وأربعين ومائتين. زاد ابن قانع في شعبان بسر من رأى.