ابن الفرات وولي الوزارة وأحسن إلى أبي أمية وأفضل عليه، وولاه قضاء البصرة وواسط والأهواز. فانحدر أبو أمية إلى أعماله وأقام بالبصرة. وكان قليل العلم إلا أن عفته وتصونه غطى نقصه، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر بالله لابن الفرات. وكان بين أبي أمية وبين ابن كنداج وحشة فأودعه السجن، فأقام فيه مدة إلى أن مات فيه، ولا نعلم أن قاضيا مات في السجن سواه.
أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي فيما أذن أن نرويه عنه، قال: قال لنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل: دخلت يوما على أبي أمية القاضي فقال لي: ما معنى هذا الحديث؟ فقلت: أي حديث؟ قال: قول أبي موسى: كنا إذا علونا مع رسول الله ﷺ قددا كبرنا. فقلت له: لعلك تريد حديث سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنا إذا علونا مع رسول الله ﷺ فدفدا كبرنا؟ وكان عنده القاضي الجبيري من ولد جبير بن حية فقال له: هذا في كتاب الله تعالى قال الله: (كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) فقلت له: اسكت فسكت. قال: ودخلت عليه يوما فقال لي: ما معنى هذا الحديث إن النبي ﷺ أمر الحائض أن تأخذ قرصة فتتبع بها أثر الدم؟ فقلت: ليس هو قرصة إنما هو: فرصة والفرصة: الخرقة أو القطعة من القطن الممسكة. وأصحاب الحديث يقولون: فرصة والصواب فرصة. فترك قولي وأملى فرصة أو قرصة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت الدارقطني عن الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب فقال: ليس به بأس، كان قاضي البصرة.
أخبرنا السمسار، قال: حدثنا الصفار، قال: حدثنا ابن قانع أن أبا أمية